بنفسج

التدليل الزائد أو الحماية المفرطة: [7] أخطاء تربوية شائعة

الإثنين 10 يوليو

هناك العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي تحدثت عن الأخطاء التربوية التي ترتكبها الأمهات أثناء تربية الطفل، وأرجعت أسباب وقوعها إلى أمور عدة. ولأن التربية ليست أمرًا بسيطًا كما يعتقد البعض، إضافة لأنها تشكل حياة الطفل خاصة في سنوات حياته الأولى، فقد ركزت في هذا المقال على أهم الأخطاء التربوية الشائعة التي يجب عليك أن تحذري منها عند تربية طفلك.

أولًا: التدليل الزائد

 
أعلم أنك تحبين أطفالك وتودين حمايتهم، ولكن هذا لا يعني أن تقومي بدور المنقذة لهم في كل موقف، والمتحدثة بلسانهم، أو حلالة مشاكلهم وعقدهم، وتتبرعين بالحلول لهم بطلب أو دون طلب، فذلك يعني تربيتك لطفل انطوائي منسحب اجتماعيًا، ولا يقوى على مواجهة المشكلات. ولا يعرف كيف يفكر في الحلول للخروج من تلك التحديات.

تدليل الطفل من الممكن أن يولد طفل فاشل اجتماعيًا، وعدم قول كلمة "لا" للطفل وتلبية جميع رغباته، والقيام بمدحه على الدوام حتى على أخطائه، تجعله طفلًا لا يتقبل الرفض مستقبلًا، لذلك لن يتقبل رفض الآخرين لطلبه أو عدم قبوله في وظيفة مستقبلية أو الزواج من شخص ما، مما قد يؤثر على سلامته النفسية.

كذلك لا يمكنك إنجاز واجبات طفلك المدرسية معه أو له، فبذلك يصبح اتكاليًا في دراسته وحياته عمومًا، ولا يمكنك تشعريه أنه ملكك ولك حق فعل ما تشائين به، بل عليك توجيهه وتعليمه كيف يميز بين الصواب والخطأ حتي يصبح شخصًا قادرًا على اتخاذ القرار، ومعتمدًا على ذاته واثقًا بها وقادرًا على التعامل مع مشكلات الحياة وتحدياتها.

ثانيًا: الحماية المفرطة

أعلم أنك تحبين أطفالك وتودين حمايتهم، ولكن هذا لا يعني أن تقومي بدور المنقذة لهم في كل موقف، والمتحدثة بلسانهم، أو حلالة مشاكلهم وعقدهم، وتتبرعين بالحلول لهم بطلب أو دون طلب، فذلك يعني تربيتك لطفل انطوائي منسحب اجتماعيًا، ولا يقوى على مواجهة المشكلات، ولا يعرف كيف يفكر في الحلول للخروج من تلك التحديات، طفل يتكل عليك في كل شيء، وبالتالي لم تعد حياته ملكه، بل ملكك أنت، وإن كنت موجودة معه اليوم فمن له غدًا؟


اقرأ أيضًا: كيف أحفز طفلي للحديث عن يومه المدرسي؟


لا تعوضي نقصك من خلال طفلك، فعدم دخولك كلية الطب لا يعطيك الحق في اختيارها لطفلك، دعيه يتعلم ويقرر ما يناسب قدراته، واسمحي له خوض غمار الحياة، ولا تحرميه من عيش حياته بتجاربها ومراحلها المختلفة بداعي الحب والحماية له، وأنك الأكثر خبرة ودراية عنه، فأنت بذلك تبنين شخصية ضعيفة مهزوزة، لا تقوى على اتخاذ القرار أو العيش دون أمه، مما يجعل مرحلة فطامه الحقيقي عند موتك، ويتسبب في صدمة نفسية كبيرة له، فاحذري.

ثالثًا: العقاب ونظرية المؤامرة

التدليل5.jpg
احذري من الأساليب العدوانية في العقاب كشتم الطفل والصراخ عليه

القسوة في تربية الطفل والعقاب الشديد ينتج طفلًا إما عدوانيًا أو منطويًا، فاجعلي العقاب على قدر الخطأ، فمن غير المعقول أن يحرم طفلك من اللعب أسبوعًا لأنه كسر كوبًا زجاجيًا، والأفضل أن يخصم من مصروفه ثمن الكوب، وبذلك يتعلم الطفل أن لكل خطأ طريق للعلاج، وأنه العقاب هدفه تعليمه لا قهره نفسيًا.

احذري أيضًا من أساليب العقاب العدوانية والمهينة، كالضرب والغضب والصراخ على الطفل والشتائم خاصة أمام الآخرين، أو الدعاء عليه والاستخفاف برأيه، وعدم نسيانه أخطائه، وكثرة الانتقاد له، والنظر له باعتباره متهمًا طوال الوقت، والتجسس عليه ومراقبته والشك به طوال الوقت، فكل تلك الأساليب تدمر نفسية الطفل، وتفقده احترامه لذاته واعتباره أمام نفسه والآخرين، فينمو وهو طفل قد اعتاد الإهانة، ويتحول إلى شخص عدواني يود الانتقام من الآخرين عندما يكبر، أو منطوي مستضعف من الآخرين، فاحذري.


اقرأ أيضًا: الحماية الزائدة للأبناء: كله تحت السيطرة؟


رابعًا: اللامبالاة

من الخطأ أيضًا ألا يكون لديك قواعد وحدودًا متفق عليها مع طفلك ويسير وفقها، فترك الحبل على غاربه، كما يُقال، ليفعل الطفل ما يحلو له ليس أمرًا جيدًا، فتجد الطفل يشتم الكبير، وليس له روتين ثابت ليومه ونومه، يسهر ليلًا، ويتأخر بالاستيقاظ، ويذهب إلى المدرسة وقتما يحب، لا يحترم المعلم، بل قد تعلقين على طريقة المعلمين والمدرسة ونظامهم في البيت، فينتقدهم مثلك ولا يعرف للاحترام والقواعد والحدود معنى. فإذا كان ذلك هو الطفل الذي تحملت عناء حمله، لماذا لا تتحملي عناء تربيته ومسئوليته؟ قد تتعذرين بالعمل والضغوطات، لكن الاستهتار واللامسوؤلية لا مبرر لها، فيجب عليك أن توقفي تلك اللامبالاة وتتخذي زمام المبادرة وتقومي بدورك كأم ومربية.

خامسًا: سقف التوقعات

تدليل1.jpg
لا تتوقعي من طفلك أن يكون من عباقرة المدرسة لا ترفعي سقف التوقعات وإلا ستقعين في فخ الكمالية

إذا كنت حريصة على تفوق طفلك الدراسي للحد الذي تتوقعين منهم أن يكونوا عباقرة المدرسة، وتجعلين الدراسة هي محور حياتهم، فهذا خطأ. كذلك إذا كنت تتوقعين من طفلك بعمر الست سنوات أن يتوقف عن التبول ليلًا دون تدريبه على ذلك كونه أصبح أكبر عمرًا، أو تتوقعين من طفلك أن يحسن التصرف عند زيارة الأقارب بعد أن لقنتيه ما يجب عليه فعله من أول مرة، فهذا خطأ أيضًا لديك في سقف توقعاتك تجاه طفلك، ووقوع في فخ الكمالية، فاحذري ما تتوقعينه من طفلك، وهل يناسب عمره أم لا؟ هل دُرّب عليه أم لا؟ وهل يجب عليه ذلك أم أنها إرادتك أنت؟

سادسًا: التناقض

عندما تطلبين من طفلك الذهاب إلى النوم، ويطلب والده منه السهر معه قليًلا، فذلك يعد تناقضًا في التربية، ويجعل الطفل مشتتًا مترددًا غير واثق بذاته، ولا يدري ما يصنع، وأي قرار يتخذ، ولمن يجب أن يستمع. كذلك عندما تعاقبين طفلك على خطأ ما ثم تخبرينه بالندم على ذلك، فهذا أيضًا من التناقض، فالطفل لم يعد يدرك أن الخطأ الذي قام به كان موجبًا للعقاب وبالتالي سيكرره. وعندما تنصحين طفلك بالنوم مبكرًا ويجدك تتأخرين في وقت النوم، فهذا يعد تناقضًا وغيابًا لدور القدوة، فالأم لا تفعل ما تؤمر به طفلها، فاحذري.


اقرأ أيضًا: مدرسة في البيت أيضًا: خطوات عملية لتسهيل أداء "الواجبات المنزلية"


سابعًا: أساليب أخرى

احذري أن تقولي لطفلك أنه غير ذكي بالقدر الكافي، أو أنت غبي لذا أنت لست أول صفك، فمعدل ذكاء طفلك ليس محل تقييم. تجنبي كذلك أن تطلبي من طفلك القيام بتنظيم غرفته مقابل مبلغ ما، فبذلك يتعلم الطفل الرشوة وأن لكل عمل مقابلًا ماديًا، وتتحول الواجبات لمحل مساومة. لا تحبي طفلك بشرط إنجاز ما طلب منه، فسيحبك طفلك عندما يكبر بشرط آخر. لا تكافئي طفلك على النتيجة فقط، بل على سعيه واجتهاده. لا تهددي طفلك بعقاب ما لا تقدرين على تنفيذه، ولا تعديه بهدية ما لا تقدري كذلك على شرائها له. لا تطلبي من طفلك التحلي بالشجاعة عند شعوره بالخوف من شيئا واجهه، بل اطلبي منه أن يحكي ما عايشه، وشاركيه خوفه، وابحثي معه سبل التغلب عليه في المرة القادمة، وبذلك تربين طفلًا سويًا.